يحكى أن هناك فتاة تدعى تغريد تبلغ من العمر 17 عام ولديها صديقة تحبها اسمها ألمار، كانتا تتشاركان في الحلوة والمرة معً، وكانت تغريد تتحلى بالتواضع وحب المبادرة والتعاون وتحب المشاركة في الأنشطة التي تعدها لهم المدرسة، فكانت لا تمضي بالمشاركة إلا وصديقتها المار معها في كل نشاط فتقوم بمساعدتها بكل حب لتكون معها وكلما طلبتها المار شي لم ترفض لها أي طلب، فاستمرت صداقتهما مع اتفاقهما وتشابه اهتماماتهما معً بكل جمال، لدرجة أن الجميع أصبح يتحدث عن روعة صداقتهما
وبعد مرور عام من دراستهما وأوشكتا على التخرج كانتا تخططان لتجهيز حفل تخرجهما، فاتفقت إحدى المعلمات معهما على موعد للتدريب والتخطيط لفقرات الحفلة، فأصبح الكل على دراية بالموعد، المعلمة والصديقتان تغريد وألمار، فأصبحت تغريد من حرصها تذكّر المار بالموعد كل مرة وألمار تقول لها ربما لم أأتي للمدرسة ذلك الوقت لظرف ما، فإذا جاء الموعد وحضرتي وافيني بالأخبار، فلما حان موعد التجهيز لفقرات الحفل حضرت المعلمة وتغريد عدا ألمار لم تحضر بالرغم من وجودها في المدرسة، فأصبحت تغريد تناديها ولم تجيب
فأخذتا تنتظرانها حوالي
فلما أتى اليوم التالي وعاد الكل للمدرسة اعتذرت ألمار لتغريد وعادت تغريد تتحدث معها بلطف بالرغم من وجود ألم الأمس الذي غيّرها وعلمها أن تحاول تعتاد تقول لا في أغلب الأوقات حتى لا يكون قلبها عرضة للاستغلال أو الاعتماد عليها بسبب النقاء المتربع على عرش قلبها، وأن تحاول تعتاد تقول لا في أغلب الأوقات لإدراكها عبارة قرأَتها صدفة من لوحة معلقة على أحد جدران المدرسة تقول مهما تصنع من جميل ستجد من لا يحبك، فاعتني بروحك أنت فقط، واجعل قلبك لا يهتم إلا لمن يهتم به.
الكاتبة شوق فالح