ما أحلى الرجوع إليها أو ما أحلى رجوعها إلينا..
أن الجرائد الورقية تشكل أهمية بالنسبة للقارئ والمعلن والكتاب وأنها الأقدر على تشكيل الرأي العام الواعي، وهي التي تحمي من الزيف وتناسب كل الأعمال وتشكل مصدرا أوثق للباحثين، كما أنها تفضح أكاذيب الذباب الإلكتروني الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بحسب وصفهم، نؤكد على أن الصحف الورقية متوافقة مع الطبيعة البشرية والإنسانية ولا يزال لها بريقها الأخاذ،
فالصحافة الورقية ولدت لتعيش وتكون رفيقة درب للشعوب في مسيرتها ومنبراً للحقيقة والحراك اليومي، مرآة صادقة على ما يحصل على أرض الحقيقة والواقع.
أن ثورة التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لم ولن تتسبب في اختفاء الصحافة الورقية، أن الحل في بقاء الصحف الورقية، هو أن يكون التوجه نحو صحافة الرأي والمقال والتحليل والصحافة الاستقصائية، وابتكار مضامين جديدة تكون بمثابة مواد تفاعلية وتشاركية للأجيال الناشئة،
توقف الطبعة الورقية مؤخرا كثيراً لما يحتويه من ذكريات وشجون مع شعور بالفقد! فقد شيء عزيز تنتهي بغيابه مرحلة بالنسبة لكثيرين، أنا أوّلهم.. مرحلة شكّلت فيها الجريدة الورقية جزءا هاما من يومنا ورابطا معنويا لا غنى عنه مع الوطن إن لم يكن مع الأوطان، فالجريدة اليومية كانت غنية متنوعة بمواضيعها لدرجة لا تترك معها صفحة أو مقالة،
أما ما كان منتظما بالنسبة لي فهو شرائي للجريدة يوميا من البقالة واستلامي شهريا عبر البريد ظرفا كبيرا سميكا يحتوي قصاصات من بعض الصحف كالجزيرة وعكاظ والرياض والوطن والمدينة والرياضي ، لا سيما جريدة “الرياضية ذات اللون الوردي المميز ”
كان أبي رحمه الله يعدها لي بعناية بعد أن ينتهي من قراءتهم وكان يوصيني بشراءهم يوميا جريدتي عكاظ والرياض والوطن والمدينة والجزيرة و”الرياضية “، خاصة والتي كانت تنفذ بسرعة البرق من البقالات بفضل ملحقها الرياضي
أن عملية القراءة عبر الوسائط الحديثة متعبة جدا بالنسبة لكبار السن ومتعبة للعين، كما ان هناك مزايا للصحف الورقية فهي أكثر متعة من الالكترونية، فنحن نقرأ على تمهل ومن الممكن أن نقرأ في أي وقت ونحن في حالة استرخاء بدل أن نكون تابعين للجهاز، ويمكن الاحتفاظ بالمقالات التي نرغبها ورقيا ونعمل منها أرشيفا، ويمكن أن يستفاد من الإصدارات الورقية للدراسات والبحوث
أعتقد أن عودة الصحف الورقية بادرة طيبة بعد أن عانينا من توقفها، ومع إيماني الشديد بحتمية التكنولوجيا وضرورة مجاراتها في المجالات المختلفة إلا أنني أختلف مع البعض من حيث إن الصحف في منطقتنا العربية ما زالت تعول على الإنتاج الورقي، ونحن أهل الثمانينات ما زلنا يحكمنا الحنين للصحف الورقية برائحتها، وشكلها، وملمسها، وكل ذلك يؤثر على مدى استيعابنا لما تأتي به، وها نحن معشر القراء نتطلع بشغف لعودة الصحف المحلية لإصدارها الطبيعي،ودائما نقول البقاء والخلود للإطار الورقي.
الكاتب:
صــ @ القلم @الألماسي ــــاحب
أ. يوسف بن حسن البيشي
